بعد أسبوع من إعلان علماء بريطانيين أنها دميمة وقبيحة
شاعرمصري يكشف عن عملة نادرة للملكة كليوباترا تؤكد جمالها
بريطانيون: الملكة دميمة
ثلاثة عظماء تنافسوا عليها
عنوان للحب والعشق
سيعتذرون عن الصفات البشعة
روائع قصور كليوباترا
جدل يثيره الكشف البريطاني
العملة النادرة للملكة كليوبترا و في الخلفية صور نحتت لها على معبد دندرة بجنوب مصر
دبي - فراج اسماعيل
أكد شاعر مصري معروف أنه حصل على عملة نادرة للملكة كليو باترا أشهر ملكات مصر تعود إلى فترة حكمها، أي قبل انتحارها في العام 30 قبل الميلاد، يظهر منها أنها "تمتعت بالفعل بجمال جعلها هدفا لأقوى ثلاثة رجال في عصرها".
وقال الشاعر أحمد الشهاوي الذي استلهم كثيرا من قصائده في الحب والعشق من جمال هذه الملكة، إن الاكتشاف حدث بمحض الصدفة عندما كان في زيارة لمقتنيات صديق له خارج مصر، وتبين أنه اشتراها بسعر زهيد من محل لبيع "العاديات" في بلده لم يكن يدرك قيمتها.
وفيما رفض الشهاوي الكشف عن هوية صديقه معتبرا أن ذلك شأن خاص به ولا يجوز أن يزج باسمه دون استئذانه، أشار إلى أن الرسم المسكوك لكليوباترا فوق العملة يشهد على ما تمتعت به من جمال فتان ظل طوال التاريخ ملهما للشعراء ومادة بحث خصبة للمؤرخين والباحثين والمكتشفين.
بريطانيون: الملكة دميمة
وأضاف أن العملة النادرة التي اطلع عليها تكذب تماما ما توصل إليه الباحثون في جامعة نيوكاسل البريطانية الذين قالوا إنهم اكتشفوا عملة تعود إلى ما قبل عامين فقط من انتحارها، أظهرت أنها كانت دميمة بأنف طويل معقوف وذقن طويل وجبين ضيّق وعينين صغيرتين غائرتين" ، أى أنَّها امرأة بعيدةٌ تماما عن الجمال.
وكان الاكتشاف الذي "طيرته" وكالات الأنباء عن علماء بريطانيين قد أثار حفيظة المصريين خصوصا من علماء الآثار، ومن الشعراء والمبدعين الذين رأوا فيه هدما لتراث شعري وأدبي زاخر من مختلف العصور استلهم سحر الملكة وجاذبيتها واغرائها الانثوي.
واعتبر الشهاوي أن استعجال جامعة نيوكاسل بالاعلان عن استنتاجات علمائها دون الاعتماد على قواعد البحث التاريخي والعلمي، يشي بشبهة العنصرية التي عانت منها هذه الملكة الجميلة لدرجة أن البعض في مراحل تاريخية مختلفة حاول أن ينفي عنها مصريتها.
كليوباترا هي إحدى ملكات الأسرة الرابعة والثلاثين وتعرف بأنها أول ملكة مصرية من البطالمة تتعلم اللغة المصرية بعد ثلاثمائة سنة من التعامل باللغة والحضارة اليونانية، وقد حكمت مصر نحو عشرين عاماً ( من عام 51 إلى عام 30 ق.م ).
ثلاثة عظماء تنافسوا عليها
وقال أحمد الشهاوي إنه عقب هزيمتها أمام الامبراطور الروماني أوغسطس فى معركة أكتيوم البحرية ثم انتحارها لتمنعه من سبيها والاستمتاع بجمالها كرمز مصري، انطلقت كتابات كثيرة في العالم تنال وتسخر منها إرضاءً له. وسبقه إليها قلبا اقوى اثنين في العالم في ذلك الوقت وهما يوليوس قيصر ومارك انطوني.
اعتلت كليو باترا عرش مصر وهي في السابعة عشرة، وعرف عهدها بالثراء الأدبي والفكري والعلمي إذ وصلت كتب مكتبة الإسكندرية القديمة إلى 900آلاف مجلد.
يقول الشاعر أحمد الشهاوي: لا أدافع عن كليوباترا، لمجرد أنني أحبُّها شخصاً وسيرة، وأستمتع بجمالها، ولا لمجرد أنها إحدى أشهر ملكات مصر، وبعضهم يجردها من مصريتها، ويدعوها بـ "الرومانية" وهي التى تمصَّرت وصارت مصرية وحكمت مثل كثيرين وكثيرات غيرها في تاريخ مصر القديم والحديث.
عنوان للحب والعشق
وأضاف: أدافع هنَا عن الحقيقة، فالباحثون في جامعة نيوكاسل البريطانية والذين اكتشفوا عملةً تعود إلى العام 32 قبل الميلاد وتحمل رسماً لكليوباترا ( يناير 69 ق.م - 12 من أغسطس 30 ق.م) وأذاعوا كشفهم في عيد الحب 14 فبراير 2007 (وياللمصادفة) فإن كليوباترا كانت ومازالت عنواناً للحب والجمال والعشق، وارتبط اسمها - وما زال - بكل هذا.
تابع الشهاوي: لستُ متخصصاً في الآثار، ولكنني هاوٍ، رأيتُ عملةً لكليوباترا، ومن هذا المنطلق سأتحدث. كما أننى تابعتُ صورها والعملات التى سُكّت أو ضربت باسمها وكان على الباحثين أن يعودوا إلى تلك العملات، ليروا أن كشفهم مزيف ومجاف للحقيقة التاريخية.
وقال: سيكتشفون كليوباترا أخرى غير التى صوروها وانفردت صحيفة التايمز اللندنية بخبر كشفهم لها عندما يعودون إلى النسخة التى اطلعت عليها، وبالمناسبة هناك نسخ كثيرة في العالم.
ويعتبر الشاعر أحمد الشهاوي المغرم بدراسة التاريخ المصري القديم أن النسخة التى لدى الباحثين البريطانيين سكّت بطريق الخطأ، فجاءت غير دقيقة، وبها عيوب، وهذا حدث ويحدث كثيراً في العديد من العملات، ويتم إعدامها لأنها غالباً ما تكون "غير مطابقة للمواصفات" أى لصورة الشخصية التى طلب سكّها على العملة المعدنية سواء كانت ذهبية أو برونزية أو نحاسية، أو من النحاس المخلوط بالذهب.
وطالب الباحثين البريطانيين أن يعودوا إلى رسم لكليوباترا وهي تحمل ابنها ليتأكَّدوا بأنفسهم دون "بروبجاندا" أو دعاية صحفية أن كشفهم عنصري ودعائي ومغرض.
سيعتذرون عن الصفات البشعة
واستطرد: أحيلهم أيضا إلى الجداريات التى تحمل نحتاً غائراً أو بارزًا لكليوباترا، وَهنا سيرونها بوضوح وهي ترضع طفلها، ولن يروا تلك الصفات البشعة التى ألصقوها بملكة حارت الأمم في جمالها وجاذبيتها، وسيعتذرون ساعتها عن كشفهم المزيف.
وأكد الشهاوي بغضب أنه يحوز اسطوانة مدمجة يمكن أن يهديها لهم "علَّهم يثوبون ويعرفون أن للعلم حرمة، وللبحث أصولا، وللكشف الأثرى قواعد أبسطها المقارنات بين ما لدي الباحث وما لدى الآخرين".
وقال: ليس من المعقول أن يكون لكليوباترا عملة واحدة سائدة في العالم، بل المؤكد أن لها عملات عديدة الشكل والحجم، وملامحها تختلف فيها من عملةٍ إلى أخرى، طبقاً لدقة الصنع. ولو عاد الباحثون البريطانيون إلى المراجع لتأكَّدوا أن العملة التى اكتشفوها تحفل بأخطاء في الطباعة.
ويرى الشهاوي أن آخر ملوك الأسرة البطلمية كليوباترا "لم تكن بهذه الدمامة التى رآها الباحثون عليها ومن ثم صَدَّرتها الصحافة البريطانية إلى العالم.. وأن هذا الكشف لن يقف أمامه العلماء كثيراً لافتقاره لأبسط القواعد العلمية المتعارف عليها في أصول الكشوف التاريخية والأثرية".
وذكر أن "أمين المتحف البريطاني في لندن أشاع قبل ثلاث سنوات أن كليوباترا قصيرة القامة ودميمة وعانت من اعوجاج في أسنانها، لكن شائعته ذهبت وذهب هو أدراج الرياح، ولم يصدقه أحد. وقال إن الصور على العملات، وكذا التماثيل لا تعبِّر حقيقة عن واقع الحال للشخص، فكون أن هناك تمثالاً حجمه لا يتعدى سنتيمترات، لا يعني أن صاحبه كان في هذا الطول، وكذا بالأمتار.
وأشار إلى أن من يزور مصر، سيجد تماثيل فرعونية طولها يزيد على ستين متراً، ومن ثم لا يمكن لشخص أن يكون بهذا الطول. "فليعد الباحثون البريطانيون إلى أقوال المؤرخين والعلماء القدامى ولن أقول لمصريين مثل المؤرخ الروماني كاسيوس الذى قال "إن جمالها لا يقاوم ". بينما أشار المؤرخ بلوتارك بـ "حسن خطاباتها وشخصيتها وأنوثتها الطاغية".
وقال الشهاوي: كليوباترا التى يشرق وجهها في واجهة معبد دندرة بأسوان، توجد عملات لها في آلاف المتاحف بالعالم، ومن ثم لا يُقاس على " العملة " التى اكتشفها باحثو جامعة نيوكاسل البريطانية.
ويتألف اسم الملكة المصرية الشهيرة من مقطعين أولهما "كليو" ويعنى "فخر" وثانيهما ""بترا" ويعني "وطن" أى "فخر الوطن". وقد حمل اسمها ست أميرات قبلها، ولذلك سميت كليوباترا السابعة .
ويوضح الشهاوي أن كليو باترا لم تكن ملهمة للمبدعين المصريين فقط بل للمبدعين في العالم كله، فقد قال أحد الشعراء اليونانيين: "إن سحر كليوباترا ينبعث من عينيها اللتين تتكلمان وهي صامتة" .
روائع قصور كليوباترا
وتشير المراجع أن قصور كليوباترا الخاصة كانت تزدحم بالروائع والأعمال الفنية الراقية، والكراسي الفاخرة وصناديق نفائس مرصعة بالعاج والذهب، كما أن الأرض الرخامية البراقة كانت تغطى بسجاد رائع التصميم، وتزين الممرات بأبواب من خشب الأبنوس ومسكات أبواب صنعت من العاج والنفائس الأخرى.
وعنها قال المؤرخ بلوتارك: لم يكن جمالها الأكثر بروزاً في واقع الحال، بل تأثيرها الروحي الذى لا يقاوم وشخصيتها الجذابة، بالإضافة إلى سحر أحاديثها، ومزايا الجودة في كل ما قالت أو فعلت، جعلت منها ساحرة فاتنة .
وتقول كتب المؤرخين إنها كانت تشبه آلة متعددة الأوتار تنتقل في الحديث من لغةٍ إلى أخرى ببساطة جعلتها تستعين بالمترجمين فقط للتعامل مع بعض القبائل البدائية، ولكنها كانت تتحدّث بنفسها مع الغالبية العظمى، مثل الأثيوبيين والعرب والآشوريين والآراميين وغيرهم من الذين تعلمت لغتهم، علماً بأن غالبية أسلافها البطالمة لم يكلفوا أنفسهم عناء تعلّم هذه الُّلغات المحلية المختلفة.
جدل يثيره الكشف البريطاني
وكانت وسائل الاعلام العالمية قد فجرت جدلا حادا في الأوساط الأثرية والتاريخية عندما نقلت في الاسبوع الماضي عن علماء آثار في جامعة نيوكاسل البريطانية أنهم يدرسون نظرية جديدة تقول إن كليوباترا اشهر ملكات مصر لم تكن كما يقال دائما جميلة على الاطلاق.
واستندوا في هذه النظرية إلى عملة معدنية قديمة عثر عليها وتبدو فيها كليوباترا وهي تفتقر كليا إلى مسحة الجمال حيث بدا انفها طويلا ومعقوفا بشكل ملحوظ ولها ذقن ملتوية وجبهة ضيقة.
وفي تصريح صحفي ردا على هذه النظرية نفى خبير الآثار المصري زاهي حواس فكرة ان تكون كليوباترا دميمة قائلا إن شكل كليوباترا يختلف من عملة لأخرى. وأضاف: "كليوباترا نجحت في الحصول على قلب اقوى اثنين في العالم في ذلك الوقت وهما يوليوس قيصر ومارك انطوني والذي لا يمكن معه تصديق أن تكون دميمة".
وتحالفت كليوباترا مع كل من الامبراطور الروماني يوليوس قيصر من أجل الحفاظ على قوة مصر، كما تحالفت بعد ذلك مع قوات مارك انطوني قائد الجيوش الرومانية في اعقاب الانقلاب الذي وقع في بلاط الحكم في روما باغتيال يوليوس قيصر.